منتداء ابطال الكورة
اسلام علي الاعضاء وزوار اذا كنت زائر فيرجا اتسجيل انا منتداء ابطال الكورة الرسمبة يشرفة ان تقوم بتسجيل وشكرن
منتداء ابطال الكورة
اسلام علي الاعضاء وزوار اذا كنت زائر فيرجا اتسجيل انا منتداء ابطال الكورة الرسمبة يشرفة ان تقوم بتسجيل وشكرن
منتداء ابطال الكورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتداء ابطال الكورة

العاب فلاش وبرامج كمبيوتر والعاب كمبيوتر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولكونان
خبر عاجل المنتداء بحاجة الي مواضيع في قسم القصايد وشعر ومن يتي بقصيدة وشعر يحصل علي عشرين نقطة وشكرن

 

 الثقه با النفس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله

عبدالله


عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 10/12/2011
العمر : 24
الموقع : كونان وابطل الكره

الثقه با النفس  Empty
مُساهمةموضوع: الثقه با النفس    الثقه با النفس  Icon_minitime119/12/2011, 8:10 pm

وهذا موضوع مهم وتشتد الحاجة إليه، في مثل أيامنا هذه التي تكالب فيها كل أعداء الإسلام على هذه الأمة من كل حدب وصوب؛ حتى وهن الإيمان في القلوب وضعف اليقين في النفوس، ووجد عند بعض ولاة أمور المسلمين هزيمة في نفوسهم ، وفي حقائق إيمانهم ،وفي محاسن إسلامهم ، وفي مآثر أمتهم ، وفي مكامن قوتهم ، وفي مجالات قدرتهم، ولعلنا لا نريد أن نستبق القول بالحديث عن أهمية الموضوع ومعرفته.
الثقة بالنفس
معنى الثقة :
الثقة لغة : الثقة مشتقة من الفعل الثلاثي وثق، وهي كلمة تدل على العقل والإحكام، يعني على الضبط والقوة والتمكن، ووثقت الشيء أحكمته، والميثاق هو العهد المحكم، والموثقة هي المعاهدة، بمعنى أن الثقة هي إحكاما لأمر والاطمئنان إليه، وضبطه بحيث يمكن الانتفاع به والاستفادة منه، والاعتماد عليه والبناء عليه، أما الأمر الذي لا يكون محكماً ؛فإنك لا تستطيع أن تعتمد عليه،إذا أردت أن تصعد على مكان؛ فإنك أولاً تريد أن ترى هل هذا المكان ثابت وصلب، حتى تضع قدمك وتستطيع أن ترتقي، أما إذا كان بناء هشَّاً أو خشباً متهالكاً تضع قدمك تعتمد عليه ترتفع فإذا به يهوي بك، فالثقة معناها : " إحكام الأمر بحيث يعتمد عليه وبحيث يمكن الاستفادة منه والبناء عليه " ، ولذلك يقولون : " الوثيقة بالأمر هي إحكامه والأخذ بالثقة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( واخلع وثائق أفئدتهم ) ، أي العقود والعهود التي تكون في النفوس، والله - عز وجل - قال في كتابه : { وميثاقه الذي واثقكم به } .
والثقة عندما تقول وثقت بشيء أي ائتمنته ، فإذا ائتمنت إنسان، ماذا يكون تصرفك معه؟ تكون مطمئناً إليه تستطيع أن تأتمنه على سرك،تستطيع أن تستعين به في عملك، تستطيع أن تستنجد به في خطبك لأنك تثق به، أما إذا لم يكون عندك ثقة به فإنك إذا وقعت بك ملمة ؛ فإنك لا تستنجد به ؛ لأنك لا تكاد تطمئن إلى إجابته، ولا إلى نصرته، ولا إلى علاقته وأخوته ونحو ذلك .
ثم النفس تعرفها صعب جداً، وقد اختلف أهل العلم وعلماء النفس والفلسفة في تعريفها، وبالجملة تدور هذه المعاني قبل أن ندخل فيها بين النفس والروح والعقل، وهل هما شيء واحد أم هي أشياء مختلفة ومتفرقة .
معنى النفس لغة : " مشتقة في اللغة من النفَس، وهو الريح الذي يخرج "، سمي ذلك ؛ لأن النفس هي الروح أي الحياة، وهو ذلك النفس والريح الذي نأخذه من الهواء ونخرجه كما نعرف والذي يعتبر توقفه توقف الحياة، ولذا قالوا في تعريفها النفس هي الروح، ولذلك تطلق النفس على الإنسان كله،كما ذكر ابن عباس لكل إنسان نفسان، نفس هي العقل الذي يميز به، والأخرى هي نفس الروح التي بها الحياة ؛ فإن أراد أن يبين أن النفس تطلق على الحياة، وهي وجود الحركة والقوة الفاعلة، والنفس وهي القدرة الفاعلة والمتحركة، ثم النفس وهي القوة العاقلة والمدركة وكلاهما يطلق عليه نفس .
الثقة بالنفس اصطلاحاً: أن يكون هناك إحكام لأمرها واعتماد عليها استناداً إلى ذلك الإحكام .
والإحكام معناه حينئذٍ : أن يكون الإنسان قد عرف المنهج الذي يسوس به نفسه، ثم طبق هذا المنهج ثم استمر عليه؛ لأن الرجل لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستنصحه ويقول له : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ! قال له : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .
فجعل له معرفة الاعتقاد والصلة بالله ، ثم العمل بذلك والاستمرار عليه ،وهو الذي يدل عليه الاستقامة .
قبل أن ندخل إلى موضوع أهمية الثقة بالنفس،نريد أن نشير إلى معنى مهم، الثقة بالنفس تعني وجودها، وانعدام الثقة بالنفس تعني زوالها، ما معنى ذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ما يأتي في آخر الزمان : تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فقال بعض الصحابة : أمِن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا ! أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، ولينزعن من قلوب عدوكم المهابة منكم . فلما سئل عن الوهن بين النبي صلى الله عليه وسلم حقيقته وهو : " حب الدنيا وكراهية الموت " .
هذا الحديث يعطينا مؤشراً مهماً هو الذي نريد أن نجعله تقدمة لأمر أهمية الثقة بالنفس.
ما هو غثاء السيل ؟ هو الزبد الأبيض الرابي الطافي فوق الماء . هل فيه فائدة ؟ هل ينتظره الناس للانتفاع به ؟ هل يبقى ويدوم ؟ معنى ذلك أن هناك من الناس من لا قيمة له ولا نفع منه، ولا أثر منه ، وبالتالي فالحقيقة أنه لا وجود له،وهذا تماماً مثل الأصفار التي في يسار الأرقام هل تزيد في القيمة شيئاً ؟ نحن إذا أضفنا الواحد إلى الواحد صار اثنان ، وإذا أضفنا الكسور أيضاً الربع إلى الربع يصبح نصفا، لكن إذا أضفنا الصفر إلى مئات من الأصفار أو إلى عدد لا نهائي من الأصفار ماهي النتيجة ؟ هي الصفر مرة أخرى !
ما أريد أن أقول من هذا الكلام : إن في أبنائنا وفي واقع حياتنا من الأعداد الغفيرة المسلمة، من يعدون أصفاراً كأنما لا وجود لهم في هذه الحياة، هؤلاء في غالب الأحوال فقدوا ثقتهم في أنفسهم، وأصبحوا يشككون في كل قدرة يمكن أن يعتمد عليها، وفي كل أثر يمكن أن يبقى لهم في هذه الحياة، وفي كل نجدة أو هبة أو نخوة يمكن أن يتقدم إليها ويكون لهم بها أثر ونفع وفائدة.
مقومات الأهمية في البيئة و المجتمع
1 ـ القوة والفعالية
بدون الثقة بالنفس يكون هناك الضعف الشديد، والسلبية الكبيرة التي تقعد الناس كما قلت عن أن يكون لهم أثر في الحياة، ماذا يكون همه، همه أن يأكل ويشرب وأن ينام ويلعب، فإذا حصر همه في أمور خارجة عن ما يمكن أن ينفع به نفسه أو أن يتعدى نفعه إلى غيره فيكون في الأصل فاقدة أو ضعيفة الثقة بالنفس، أمة الإسلام في عصرنا الحاضر ربما نقول أنها فقدت كثير من أسباب القوة والفعالية، لكن عندها أمران مهمان يمكن أن تعود بهما إلى قوتها وفعاليتها، وأن تستثمر الكثير من القوة التي عطلتها ؛ لأن بعضكم يقول إن لدى الأمة الإسلامية ثروات عظيمة وكبرى، وأن عندها مواقع جغرافية مهمة وعندها وعندها، لكننا كلنا جميعاً نرى تكاد تكون خالية من كل هذه القوى، لأنها ليست لديها فاعلية وليسلها أثر ما قيمة وجودها، ما قيمة أن يكون عندي ملايين في جيبي، ثم لا أنفق منها ريالا أصنع بها طعاماً أو أصنع به شيئاً مما أحتاجه إليه .
أولاً : المنهج الرباني المعصوم وهي نعمة الله للأمة التي ينبغي أن تشكرها .
ثانياً : الطاقةالبشرية الكبيرة
عندنا بشر إذا استطعنا أن نعيد إليهم الثقة بأنفسهم أن نعمق الإيمان في قلوبهم، أن نغرس اليقين في نفوسهم، أن نعطيهم قوة يستمدونها من قوة الله عز وجل ؛ فإننا حينئذ سنحول هذه الأمة إلى طاقة فاعلة وقدرة هائلة لا يمكن أن يقف معها وأمامها شيء بإذن الله - عز وجل- لكن إذا كان أفراد هذه الأمة أفراداً ضائعين تائهين لا يثق أحدهم في أن ينطق بكلمة، ولا أن يحرك ساكناً فأي شيء يمكن أن ننتظرمن هذه النفوس أو من أولئك الأشخاص، الأهمية .
2 ـ الثبات والمواجهة
إن الثقة بالنفس تعطي صاحبها قدرة على الثبات في مواجهة الأعاصير والأحداث، ونحن في زمن يسمونه كما تسمعون عصر العولمة في زمن توجهت كل السهام والقوى والأساليب لكي تمسخ هوية المسلم، فلا يعود له طعم ولا لون ولا رائحة كما يقال، لا يعرف له نسباً ينتسب إليه، ولا تاريخاً ينتمي إليه ولا يمكن إلا أن يكون ذلك البناء المفرغ عندما يكون هناك بناء ليس فيه نوافذ وليس فيه أبواب، الريح تدخلهوتخرج منه، والأشياء تدخله وتخرج منه، تعبث وتعيث فيه كما تشاء، وهذا هو حال بعضالمسلمين، الذين أصيبوا بالهزيمة النفسية، حتى صاروا لا يرون في دينهم عظمة، ولايرون في رسولهم ونبيهم عليه أفضل الصلاة والتسليم مزيّة ولا خصيصة، ولا يرون فيتاريخهم فخراً ولا عزاً ولا يرون في أنفسهم شيئاًَ يذكر، لأنهم يقولون ماذا نقولالقوة العسكرية عند أعداءنا التقدم الصناعي عند أعداءنا التحرك الديبلوماسي عندهموعندهم وعندهم وكذا وكذا ويعظَّمون أعداءهم وليس عندهم من الثقة بأنفسهم ما يجعلهميقفون ويقولون نحن عندنا ما هو أعظم من ذلك، لكننا عندنا قصوراً ولكننا نحتاج كذاوكذا، لذلك نقول من وثق بنفسه ومن أخذ هذه الثقة حق أخذها فإنه حتى وإن خلت يديه منكل أسباب المقاومة المادية، فإنه يبقى قوياً شامخاً وسأذكر فيما بعد أمثلة يسيرةعلى ذلك .
3 ـ الإملاك والتقدم
الثقةبالنفس تجعلك تمتلك ما تريد وتتقدم إلى ما تريد، عندهم العلم ما بالنا لا نمتلكهولا نتقدم فنأخذه، ما بالنا لا نستطيع أن ننقلع ! ما بالنا نظل مطأطأين رؤوسناننتظر غيرنا ان يحل مشكلاتنا وأن يصنع لنا مركباتنا وأن يعد لنا كل أسباب حياتنا ! ونحن لا نتقدم لأن هناك هزيمة نفسية، لأن هناك عدم ثقة بالنفس، يقولون كيف يمكن أنيكون عندنا المصانع والقوة والذرية، مستحيل لماذا لأنهم كسروا وحطموا في أنفسهمالثقة والقوة التي يعتزون بها في أنفسهم فلن يستطيعوا حينئذ أن يتقدموا ولايستطيعون من باب أولى أن يمتلكوا ولا أن يغيروا .
لعلي وأنا أتحدث إليكمأذكر هذه المعاني الثلاثة أعيد إليها أمثلة من سير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمومن وقائع وأمثلة الحياة بعمومها، عندما نقول القوة والفعالية فيما ذكرناه من أولعناصر الأهمية، ماذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامهم وإيمانهم، قومجاهليون يعبدون الأصنام من تمر ثم يأكلونها، قوم جاهليون عندهم عصبيات وعنجيهاتوطبقيات وقوميات ، ليس لهم ذكر في التاريخ، ليس عندهم أمل ولا طموح ، يخافون منأعداءهم القوى الكبرى تسيطر عليهم بل أذيالهم من الغساسنة والمناذرة يسيِّرونهم كيفيشاءوا، ثم جاء الإسلام والإيمان غيَّر أولئك الناس ووثقوا بأنفسهم بعد إيمانهمبربهم، عرفوا أن عندهم من القوة والقدرة ما يستطيعون أن يكونون سادة الدنيا كلها،مع أنهم كانوا في الصحراء القاحلة، مع أنهم لم يكن عندهم أي شيء من أسباب المادةوالقوة، ولكنهم بعد إيمانهم بالله وثقوا بأنفسهم فقال قائلهم وهو ربعي بن عامرمقالته المشهورة المعروفة : " جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربالعباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" .
ماذا كان عندهم لم يكن عندهم شيء إلا إيمانهم بالله - عز وجل - وثقتهمبأنفسهم المعتمدة على منهج الله سبحانه وتعالى ، وعندما نقول الثبات والمواجهة أمامهذه الهجمات الشرسة، وأمام هذا التضليل العظيم وأمام المسخ الفكري والغزو الذي يحيطبالأمة وأبنائها وشبابها على وجه الخصوص، قد وقع ذلك في عهد الصحابة رضوان اللهعليهم، لكن ثقة النفس والبناء المحكم لها هو الذي صد تلك الهجمات .
الولاءالمسجور
كعب بن مالك - رضي الله عنه - تعرفون أنه من أحدالمخلفين الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك وعاقبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنيقاطعهم الناس فلا يكلمونهم، في شدة تلك المقاطعة وبعد مُضِيَّ ليال متوالية، جاءإلى كعب بن مالك رجل من رسول من الدولة العظمى، يسأل عن كعب بن مالك فيشير الناسإليه ، فإذا به يسلمه خطاباً وإذا فيه : " قد علمنا أن صاحبك قلاك فالحق بنا نواسكولم يجعلك الله بأرض هوان " . أي إذا قاطعوك وهجروك فتعال إلينا وأقبل إلينا سوفنعطيك ونجعلك وتكون عندنا كذا وكذا، أليست هذه إغراءات ؟ أليست هذه مضللات ؟ فماذاقال ؟ وماذا فعل كعب بن مالك ؟ قال : " فعلمت أنها الفتنة " .. هذه هي الفتنة وهوبإيمانه وثقته بربه أعلى وأرسخ من أن تناله هذه الأمور .. قال : فأخذتها وسجرتها فيالتنور، الغزو موجود في كل وقت، لكن إن صادف نفوساً خربة وقلوباً ميتة تمكن منها،وإن صادف نفوساً حية وقلوباً واثقة رد على أعقابه خاسئا خاسراً .
وعندما نقول : الامتلاك والتقدم، كيفكان لأولئك الأصحاب ومن جاء بعدهم، كيف صنعت أمة الإسلام يوم انفتحت على حضارة فارسوحضارة الروم، واليونان، هل انبهروا بها هل ذلوا لها هل استسلموا لكل ما تعطيهإياهم، كلا لقد أخذوا منها خيرها وتركوا شرها، بل امتكلوا كل قدراتها وقواتهاالأرضية والمادية، بل استطاعوا هم الذين يملكون أزمتها ويطورون مساراتها ويزيدونفي علومها حتى صارت حضارة الإسلام والمسلمين هي التي تنير الكون كله ولا تزال كثيرمن أسباب التقدم الحاضر مردها إلى كثير من علوم المسلمين واجتهاداتهم، حتى غيرالمسلمين يمكن إذا أخذوا بالثقة بالنفس أن ينالوا شيئاً كثيراً من حظوظ الدنيا .

محركات وطنية
أذكر هنا قصة لرجلياباني مشهور اُبتعث من اليابان إلى ألمانيا ؛ ليدرس علم الميكانيكا والمحركات، وهويريد أن ينقل لبلده وان يقوِّي بلده، وأن يعزز من أحوال أمته، قال فذهبت فدرَّسونيالكتب والنظريات، قال وأنا أريد أن امتلك القدرة ، وأن أعرف كيف أتعامل مع هذهالمحركات وأصنعها، قال فضللت حيران حتى سمعت عن معرض للمحركات الإيطالية فأخذت كلما معي من المال وذهبت واشتريت محركاً مستعملاً وذهبت به إلى بيتي ووضعته في غرفتيأنظر إليه على أنه أعظم شيء في الوجود، ثم شرعت في تفكيكه، وقلت إذا فككته قطعةقطعة ثم استطعت إعادته ؛ فإن ذلك يعني أني سوف امتلك المعرفة اللازمة للتعامل معهذه المحركات . قال : وكنت أفتح المحركات وأفككها ثم أرسم كل قطعة رسماً دقيقاًيوماً كاملاً من أوله إلى آخره، لم يكن لي فيه من الطعام إلا وجبة واحدة، ثم أعدتتركيبه فلما أعدته وشغلته فاشتغل فرحت فرحاً أعظم من كل شيء في حياتي، ثم يقولواصلت ذلك، وأخبرت رئيس بعثتي قال : قد بدأت الطريق، سأعطيك محركاً عاطلاً فأصلحه،قال : فأخذته ففككته ثم وجدت فيه ثلاث قطع بالية، فقمت بنفسي وصنعتها ورسمتها،وأصلحت هذا المحرك، قال : ثم قال لي لا بد الآن أن تصنع لنا محركاً كاملاً من صنعيدك، فتركت الدراسة وإكمال الدكتوراه ، وذهبت إلى مصنع للصلب ولبست لبس العمالوبقيت تحت إمرة واحد منهم، أساعده وأعاونه تسع سنوات، حتى استطعت أن أتقن هذهالصناعة، ثم سمع بي " ميكادو " إمبراطور اليابان ، فأرسل لي مالاً فقال فاشتريتعدداً كاملة لمصنع، ثم انتقلت إلى اليابان فقيل لي : إن الإمبراطور يريد أن يراك،فقلت له لا ألقاه حتى أصنع المحركات في اليابان . فقال : وبعد تسع سنوات كاملة،أخذت عشر محركات، وذهبت إلى الإمبراطور وقلت له هذه محركات يابانية من أولها إلىآخرها .
هذه تجربة إنسانية، فيها قوة وثقة بالنفس فيها مواجهة وامتلاكوتقدم، ثم نعود إلى هذه الجوانب الثلاثة في أهمية الثقة بالنفس في محيط الإنسان .
مقوِّمات الأهمية فيالإنسان ذاته
1 ـ السكينة والاستقرار
الواثق بنفسه مطمئن ليس عندهتردد، وليس عنده تبديد لجهده ووقته، الذي ليس عنده ثقة بالنفس يبدأ بعمل ثم يترددفيتركه ويبدأ في غيره، ثم ينقضه فيضيع وقته ويبدد جهده، وكثيراً ما يمشي في قضيةويتوقف عاجزاً فيصيبه من ا لإحباط ما يصيبه، أما الواثق بنفسه المعتمد على ربه؛ فإننفسه مطمئنة وساكنة وعنده وضوح في رؤيته، يستطيع به أن يسير إلى ما يريد .
2 ـ الفائدةوالانتفاع
فمن وثق بنفسه استطاع أن ينجز شيئاً بنفسه الذي يثقبنفسه، فيقول أريد أن أنال وظيفة معينة حتى اكتسب منها رزقاً معيَّناً أستطيع به أنأعيش في حياتي ونحو ذلك، يتقدم إلى هذا ويعمل ويثق بنفسه ويصل، أما الضعيف فيقول : ماذا أستطيع أن أعمل ؟ لا يمكن أن أنال وظيفة .. لا يمكن أن أتخرّج .. لا يمكن أنأفعل .. لا يمكن أن أصنع ، فلا يستطيع أن ينجز شيئاً فضلاً عن أن يفيد الآخرين .
3 ـ القدوةوالتأثير
الواثق بنفسه لا يكتفي بأنه قد حصَّل السكينة والاستقرار،ولا أنه حقق لنفسه الفائدة والانتفاع بل ينتصب قدوة لغيره ومؤثِّراً في غيره،يحفِّز الناس ويقودهم إلى أن يتحركوا وأن يبذلوا وأن يعملوا .
الطريق إلى الثقةبالنفس
وهذه كما قلت ومضات سريعة، والممارسة هي المحك الحقيقيوالتدريب العملي الذي نحتاج إليه بعد المعرفة النظرية :
الخطوة الأولى : الإيمانوالمبدأ
أعظم شيء يسيطر على المبدأ هي المبادئ والعقائد، حتى ولوكانت منحرفة، نحن نعرف ونعلم أن هناك أناساً على غير العقيدة الإسلامية والإيمانالصحيح، لكنهم يبذلون أموالهم فداءً لتلك العقائد الباطلة، لأن أي اعتقاد ينعقدعليه القلب وتنطوي عليه النفس، يجعل في صاحبه من القوة في التشبث به والدفاع عنهوالتضحية لأجله، ما لا يمكن أن يكون مع غيره، وانظر إلى واقع العالم اليوم تجدكثيراً من الفئات التي تضحي وتبذل وتزهق أرواحها وذلك لأجل فكرتها ومذهبها، نحننقول : إن إيماننا بالله - عز وجل - هو الإيمان الحق ، وإسلامنا له - سبحانه وتعالى - هو الدين الحق .. يعطينا أعظم أسباب القوة والثقة بالنفس من وجوه متعددة .
بواعث الإيمان المقوية للثقةبالنفس
أ - الوضوحوالثبات
أعظم شيء يعين على النفس على الثقة ويغرس فيها هذا المبدأهو الوضوح في الرؤية والثبات والإستقرار لها ونحن في الإيمان قد أكرمنا الله بذلك،نعرف الغاية التي لأجلها خلقنا، ونعرف الطريق الذي يوصلنا إلى تلك الغاية، ليسعندنا حيرة ولا اضطراب ولا شك ولا تردد في مثل هذه المسألة وهذا يكسبنا ثقة عظيمةفي نفوسنا ؛ لأننا نعرف حقيقة هذه الحياة وحقيقة ما فيها وحقيقة ما يأتي بعدها، ليسعندنا ذلك التخبط الذي يقوله القائل :
جئت لا أدري من أين ولكني أتيت
ولقدأبصرت قدامي طريقاً فمشيت
ولماذا لست أدري لست ادري ؟
هذه الحيرةوالتخبط ليست عندنا بفضل الله عز وجل، ثم يعطينا الإيمان والمبدأ الإسلامي .
ب ـ هيالتوازن والاعتدال
الإيمان والإسلام يعطينا نظرةصحيحة متوازنة لكل شيء في هذه الحياة، ومن أهم هذه النقاط في التوازن، بين الدنياوالآخرة، نحن لا نغرق في دنيانا، ولكننا لا ننساها، ونحن لا ننقطع لأخرانا، ولكنناأيضاً لا نغفل عنها، الله - عز وجل - يقول : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرةولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك } .
بينت لنا أحاديثالنبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الدنيا وحقيقة نظرتنا إليها، وحقيقة تعاملنا معها،فلا نميل ميلاً إلى الدنيا، ولا نميل ميلة ننقطع بها عنها، فكلا طرف الأمور ذميم،وقد بيَّن لنا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه أصحابه - رضوان الله عليهم - ترك الدنيا كلها بحلالها وبما أقر الله عز وجل فيها من ا لطيبات، هو أمر مرفوض فيشريعتنا، كما نعرف من قصة النفر الثلاثة الذين عزموا على ترك الدنيا : فقال أحدهم : أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الآخر : وأما أنا فلا أنام الدهر، وقال الثالث : وأما أنا فلا اتزوج النساء ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أما أنا فأصوموأفطر ، وأنام وأصلي ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )

هذاالتوازن يعطينا ثقة في نفوسنا واستقراراً فيها يفيدنا ويعيننا، لسنا كالذين يسيرونوراء الدنيا، ليس لهم هَمٌّ غيرها، فيكون حالهم كالذي يشرب من ماء البحر .. ماءالبحر مالح كلما ازددت شرباً منه كلما زدت عطشاً ، وهؤلاء تنظرون إليهم الذين يجرونوراء الدنيا من ا لماديين والغربيين ونحوهم، يغذُّون الخُطى وراءها ، ثم لا يجدونفيها إلا ذلك السراب، الذي يسيرون وراءه ويسيرون وراءه، حتى إذا وصلوا إليه لميجدوه شيئاً ورأوا سراباً آخر وانتقلوا إليه، فيظلون يدورون كما يدور الحمار فيالرحى، دون أن يجدوا شيئاً فيه بلغة لهم أو يفيء إلى نفوسهم الثقة واليقين، وإنكانت عندهم بعض مظاهر النجاح الدنيوي لبعض ما أخذوا من أسباب هذهالحياة.
ج ـ التحفيزوالانطلاق
الإيمان شعلة حياة وشعلة قوة وجذوة حماسة هي التي تدفعالإنسان لكي يعمل ولكي يواجه، ولكي يثري هذه الحياة، إيماننا بالله سبحانه وتعالىيجعلنا واثقون بنصره يجعلنا واثقون بأن وراء هذه الحياة الدنيا مثوبة وأجراً أوعقاباً أو عذاباً والعياذ بالله، هو الذي يجعلنا ننطلق نريد أن نحصل شيئاً لدنياناًوشيئاً لما وراء دنياناً، أما الذي يفقد هذا المبدأ وهذا الاعتقاد ؛ فإنه لا يجدشيئاً يولد له الطاقة ولا يعطيه القوة ولا يبث في نفسه العزيمة ولا يصب في عروقهالقوة التي ينطلق بها إلى كثير وكثير مما يحتاجه في هذه الحياة، كيف انطلق أصحابالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحياة كيف انطلق المسلمون في صورة رائعة، كانيحدوهم فيها الإيمان ويشدهم إليها كل ما ورد في هذا الإيمان من الآمال والطموحات فيهذه الدنيا وفيما وراء هذه الدنيا .
د ـ الأملوالتفاؤل
كثيرة هي الأمور التي تعارض ما نريد، كثيرة هيالمصائب التي تحل بنا، كثيرة هي العقبات التي تقطع طريقنا، هل يستسلم لها المؤمن،هل يضعف أمامها، هل يتصدع بنيان نفسه، إن إيمانه بقضاء الله وقدره يجعله قوياًيجعله ينظر إلى ما وراء ذلك، ألم نرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر يومالخندق وقد أصابه وأصاب أصحابه شدة الخوف وشدة الجوع وهو في هذه المحنة يقوللأصحابه : " لكأني أنظر إلى قصور بصرى وقصور الشام، والله ليبلغنَّ ملك أمَّتي إلىتلك البقاع، ويوم خرج مهاجراً طريداً والناس يحيطون به وقريش تبحث عنه " .
ويبشّر سراقة بن مالك - وهو يطارده طلباً للجائزة من قريش في هجرته عليه الصلاةوالسلام - يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بسواري كسرى ، فيكون ذلك كذلك بعد أعوامليست بطويلة المدى .
إن المؤمن كما أخبر النبي صلى الله عليهوسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) .
وكما قالالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث في وصيته لابن عباس : ( استعن بالله ولاتعجز واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الأمة لواجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أنالأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعتالأقلام وجفت الصحف ) .
إن إيماننا يجعلنا دائماً أقوياء في مواجهة الصعاب،وننظر إلى أن وراءها فرجاً ؛ لأننا نوقن بأن مع العسر يسراً ، وأن مع العسر يسراً ،وكما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يغلب عسرٌ يسرين، هذه المعاني كلها فيإيماننا فضلاً عن السكينة والطمأنينة التي نرجوها.
الخطوة الثانية : العبادة والمرجع
عبادتنا لله وصلتنا به ورجوعنا إليه بمثابة التزودبالطاقة، قد يكون عندك من الإيمان طاقة انطلاق، ولكنها تحتاج إلى تجديد تحتاج إلىبث وبعث، تحتاج إلى قوة ومواصلة، تحتاج إلى مواصلة ودوام، ذلك كله يتجدد ويقوى معنابعبادتنا لله ورجوعنا إليه، ولذلك نفقه حينئذ التوجيه الرباني في قوله سبحانهوتعالى : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
وكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، يلجأ الى الله - سبحانه وتعالى - ينفرج الهم ويزاح الكرب، وتعود الثقة إلى النفس، وتنزل الطمأنينة إلى القلب، ومنهنا ؛ فإن العبادة مصدر قوة لثقة النفس في وجوه عدة .

بواعث العبادة في تقوية الثقة
1 ـ القوة والالتجاء
القوة بالاستمداد من الله والالتجاء إليه، ولذلك الصلاة مأمور بهافي كل الأحوال، حتى عند اصطفاف الصفوف وخوض المعارك، صلاة للخوف بصفة خاصة، لكنهالا تنقطع أبداً لماذا حتى يبقى هذا الإستمداد الذي يبث في نفوس المؤمنين قوتهمويقينهم وقدرتهم على أن يكونوا واثقين بأنفسهم وقادرين عل مواجهة في هذه الحياة .
2 ـ البذل والعطاء
لأن العبادات كما نعلم في تنوعها تعود الإنسان على البذل والعطاءمع اليقين والإيمان، فنحن عندنا زكاة وعندنا فقة وعندنا صدقة وعندنا بر وعندناإحسان، وعندنا صلة رحم، كل هذه العبادات على أن نعطي الآخرين، ولم نعطي أحداً إلاإذا وجد في نفوسنا ما نعطيه، لا يمكن أن تعطي الناس حتى ولو لم يكن لديك مال يمكنأن تعطيه من إبتسامة نفسك ومن مواساة قلبك، ومن مشاركة نفسك، هذا البذل والعطاءالذي نكتسبه من العبادات يعوِّدنا على أمور كثيرة، منها ثقتنا وإيماننا بالله، الذيينفق ماله ماذا يقول يستحضر قول الله سبحانه وتعالى في معنى هذه الصدقة والنفقة { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } .
هي قرض عند الله - عز وجل - يستحضرقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما نقص مال من صدقة ) .
يستحضر قوله صلىالله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإنه يأخذ صدقة أحدكم بيمينهفيربيها كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون صدقة أحدكم مثل جبل أحد ) .
هذاالإنفاق والبذل يعطينا قوة أن ننفق وأنه سيأتينا غيره، أن ننفق وأن نعمل لتحصيلغيره، يعطينا تفاعلاً مع الحياة، السلبيون الذين لا يعطون غيرهم، يفقدون كثيراً منمشاعر تعزيز الثقة بالنفس، لأنهم دائماً يفكرون بالقوة التي بين أيديهم دون أن يكونلهم قدرة على تقبُّل فقْد بعضها، من عنده الملايين يرى أنه لو نقصت قليل سوف تحصلمشكلة، ولا يستطيع مواجهة الأمور لماذا لأنه لم يتعود على أن ينفق ويبذل، لم يتعودمن عبادته على مثل هذا الأمر الذي يعطي الآخرين ولكنه يعوض بأمر الله وبتعويض الله،ثم يعوض بجهد وتفاعل مع هذه الحياة، وهذا معنى مهم في العبادات .
3 ـ الإرادة والطاقة
العبادة قوة إرادة تمتنع بالصوم عن الطعام والشراب والشهوة، تمتنععن الراحة فتذهب إلى البلاد المقدسة، وتطوف وتسعى وتجهد وتتعب وتنفق مالك جهدوطاقة وإرادة قوية وعزيمة ماضية، تستيقظ من عز نومك ومن عمق راحتك لتقوم إلى عبادةربك، إن العبادة تعطيك من ثقة النفس أمراً مهماً وعظيماً جداً .
4 ـ التنظيموالدقة
العبادات تعطينا معلماً ومنبعاً مهما من منابع الثقةوسيأتينا الحديث عنه، وهو التنظيم والدقة كل شيء في وقته وكل شيء بحسمه وكل شيءبإرادته وكل شيء بالقوة اللازمة له، وكل شيء بالنفس المتعلقة به، يصوغ ذلك كله منالعبادات قوة تعطينا زاداً عظيماً في الثقةبالنفس .
الخطوة الثالثة : العلموالمعرفة
نحن نعرف أن العلم مهمٌ جداً ، سواء كان علماً دنيوياً أوعلماً أخروياً وإن كانت تلك القسمة ليست حدية في دين الإسلام، لكننا نقول العلموالمعرفة هو الذي يعزز الثقة بالنفس، عندما نعرف هذه المعاني التي تحدثنا عنها،عندما نقرأ القرآن فنعرف ا لنفس وأصنافها ونعرف فجورها وتقواها ونعرف ونتعلم ونكتسبشيئاً عظيماً جداً أهم هذه الجوانب لتعزيز الثقة بالنفس من العلم والمعرفة .
العوامل المعرفية لتقويةالثقة
1 ـ الأملوالتطلع
إن العلم يجعلنا نعرف الأجر والثواب في الأعمال ، يجعلنانعرف الغايات والآمال من هذه الأعمال، يجعلنا نعرف كثيراً من المعاني ، يجعلنا نقوىفي عطاءنا وحركتنا ، وبالتالي في ثقتنا بأنفسنا .
2 ـ الفهم والاستيعاب
عندمانستوعب الحقائق ونعرفها، فلا نعود متشككين وتختلف نظرتنا إلى الأمور، كثير من الناسللجهل الكبير الذي فيهم يتشككون في حقائق الإسلام ويضطربون في أمور كثيرة، بل يختلفالأمر عندهم في الحقائق الكبرى والأشياء التي ربما تتعلق بأنفسهم، وكثيراً ما ترىالجاهل وهو يتشكك حتى في أموره، ربما لو شككته في اسمه لقال : أنت أعلم به مني، هذاسلاح مهم سلاح العلم والمعرفة، يواجه به كثيراً من هذه الجوانب .
3 ـ العقبات والمشكلات
العلم يجعلنا نعرف العقبات ونعرف كيفية تجاوزها، ونعرف المشكلاتونعرف طرق حلها، وهذا مهمٌ جداً لا يمكن أن نسير مغمضي الأعين مصمّي الآذان ونقول : أن نواجه الحياة وأن تكون عندنا ثقة بأنفسنا ، وأن نكون قادرين على أن نؤثر في هذهالحياة وأن نغير فيها، ولذلك لا بد لنا من العلم والمعرفة وهي التي سكبها النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفوس أصحابه، فتغيرت أحوالهم وصار الواحد ينظر إلى الأمورنظرة مختلفة عن غيره، ويرى فيها ما لا يراها غيره .
الخطوة الرابعة : الإعداد والتنظيم
كثيرة هي الأمور التي قد تتوفر لنا بالإيمان وقدنتزود منها من العبادة وقد ينفعنا فيها العلم والمعرفة لكننا لا نحسن ترتيبها ولاتنظيمها ولا نهيئ الأمر ولا نعد له عدته، فيكون من ذلك تبديد للوقت وتضييع للجهدواستنفاذ للطاقة، وهذه هي إحدى أكبر مشكلات المسلمين وأمة الإسلام اليوم أنها تسيرخبط عشواء الناس يخططون والمسلمون يتخبطون، الناس ينظمون والمسلمون في فوضى عارمة،هذا ليس هو ديننا بل كما قلت عباداتنا وإسلامنا يعلمنا على الإعداد والتهيئةوالتنظيم وجعل كل شيء في وقته وفي مكانه المحدد ليس هناك أمر عبث، وليس هناك أمربلا تخطيط .
وحسبنا أن نذكر هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إيمانهبربه عظيماً وكانت عبادته وافرة، وكان كل اعتماده وتوكله كاملاً وتاماً لكنه أعدإعداداً محكماً ونظم تنظيماً دقيقاً وأحكم الأمر إحكاماً في غاية الروعة، اتجهجنوباً ولم يتجه شمالاً ودخل غاراً ولم يكن في مكان مكشوف، وجعل ابن أبي بكر يأتيهبالأخبار حتى يعرف الأمور، واسماء تأتي بالطعام حتى لا ينقطع الزاد، والراعي يمرحتى يعف الآثار، والدليل لا يأتيه إلا بعد ثلاثة أيام، خطة دقيقة محكمة تعزز الثقةبالنفس، الطالب الآن إذا ذاكر مذاكرة جيدة كيف يدخل إلى الاختبار يدخل وعنده منالثقة والطمأنينة الشيء الكثير، نعم كل طالب يؤمن بالله ويتوكل على الله ومعتمد علىالله لكنه إذا توكل على الله كما يقول ولم يذاكر، كيف يكون حاله عند دخول الاختباريكون خائفاً مضطرباً جزعاً، هل لأنه فاقد للإيمان أو معدوم التوكل على الله، لكنهلم يأخذ الأسباب ولم يعد العدة، والله - عز وجل - قال : { وأعدوا لهم ما استطعتم منقوة } .
كيف نواجه أعداءنا ؟ وكيف نستطيع أن نَكُوّن قوة في نفوسنا وثقةبها ؟ إذا لم نأخذ بهذا الأمر ونجتهد في تحصيله، وله طرق كثيرة ووسائل عديدة، يمكنأن نحرص عليها .
الخطوة الخامسة : التعود والتدريب
فإن الإعداد والتنظيم لا يحتاج أن يكون مرة واحدةأو فلتة عابرة، أو غلطة نادرة، بل لا بد أن نعوِّد أنفسنا في كثير من الأمور، لعليأذكر لكم بعض الأمثلة التي تبين المقصود من هذا، إذا أردنا من أحدهم أن يتحدث فيجمع من الناس، أو أن يخطب بهم خطبة وهو لم يسبق له ذلك، في أول أمر كيف تكون ثقتهفي نفسه، قد يكون أعد إعداداً جيداً، وقرأ والغالب أنه يصنع ذلك، ربما ليتحدث نصفساعة قد يكون قد قرأ وأعد نفسه عشر ساعات أو أكثر، ثم يأتي ويواجه الناس، كلاستعداده جيد وسيكون أداءه جيداً ولكن لأول مرة ماذا سيكون شعوره عنده شيء من الخوفوقليل من الاضطراب وبعض الارتباك، لسانه قد يلتجلج عرقه يتصبب عينه زائغة هذا أمرطبعي ليس غريباً .
لكن بعد أن يعيد هذه التجربة مرة ثانية وبعد أن يكررهاثالثة، وبعد أن تكون هذه المرة العاشرة أو أكثر من ذلك، سوف يصبح عنده هذا الأمرهيناً سهلاً، إذا أردت أن تثق بنفسك فكرِّر الأمر وتعوَّد عليه، وتدرَّب عليه سوفيصبح هذا الأمر سهلاً ميسوراً لا تفكر فيه، كيف كان يفكر في الخطبة الأولى، كأنماجبل فوق رأسه، لكن بعد أن تدرَّب وتعوَّد، إذا دُعِيَ إلى خطبة في أي وقت، بدونإعداد يمكن أن يتقدم، لأنه أحكم الأمر وتعوَّده وأصبح مَلَكة له ودُرْبة ومهارةفيه وتمكَّن منه، ولذلك لا بد لنا أن نحرص أمر التعود والتدرب على كثير مما نحتاجإليه .

الأمور الحياتية تحتاج منا إلى مثل هذا الأمر .. لنضرب أمثلةعلى ذلك :
فيما يتعلق بحياة الناس وأعمالهم، كثيرة هي الأعمال المختلفة في واقعالناس، المحاسبة على سبيل المثال لها نظام ترتيب معين، يبدأ فيه ا لمحاسب يخل ويخطأيعود مرة أخرى، ثم بعد ذلك ينتظم على نظام معين .
التدريب هو تجربة ثمجاءت بعدها تجربة أخرى ثم تجربة بعدها، مجموع التجارب أوصل إلى الصواب في عدد منالنقاط فجعلت هذه النقاط كأنما هي جدول أو منهج، يقال لك إذا أردت أن تنجح في كذافافعل هذه الخطوات ( أولاً - ثانياً – ثالثاً ) ؛ لأنها جربت وعرف جوانب الخطأوالصواب فيها، ولذلك كل عمل من أعمالنا إذا أردنا أن نقوِّم ثقتنا بالنجاح فيه،فينبغي أن نحوِّله إلى تجربة نافعة متكاملة، نصوغها في صيغة خطوات أو في صورة منهجواحد ثم نسير عليها، القراءة بعض الناس ليس عنده ثقة في أنه يستطيع أن يقرأ - علىسبيل المثال- الكتاب .. يملُّ فيقرأ الكتاب ثم يتركه .. يقرأ الكتاب قليلاً ثم يذهبإلى غيره، فكما قلنا إذا أعدَّ ونظَّم ثم تعوَّد وتدرَّب وأخذ بعض المهارات، هوبنفسه قد يأتي ويعلِّم الناس كيف يستطيع أحدهم أن يكون قارئاً جيداً، كيف يستطيع أنينتفع من قراءته كيف كيف إلى آخر ذلك .
الخطوة السادسة : العملوالإنجاز
ولعلها هي خلاصة مهمة، بل هي جوهر الأمر كله، وهي العملوالإنجاز، العمل هو الذي يعطي الثقة بالنفس، الإنجاز هو الذي يعزز القوة بالقدرةعلى تحقيق الشيء، لأن كل ما سبق أمور إلى حد ما فيها جزء نظري، وفيها جزء يشترك فيهالناس، لكن من الذي يحقق من الذي يتقدم فيترجم التعوُّد والتدريب، أو يهيئ الإعدادوالتنظيم، ويستحضر العلم والمعرفة، ويعتمد على العبادة والرجوع إلى الله عز وجل،ويستند أول شيء إلى الإيمان بالله عز وجل إذا خرج وعمل، فإن العمل هو الذي يؤدي بهإلى العمل، الطالب في مدرسته، يدرس المرحلة الأولى فينجح، ينتقل إلى المرحلةالثانية فينجح ثم يُنْهي المرحلة الابتدائية وينتقل إلى المرحلة المتوسطة، متى تجدهمتحركاً كلما انتقل من مرحلة إلى أخرى زادته طاقة وأعطته ثقة بنفسه، الذي يتخرج منالجامعة، وعنده تقدير جيد أو مرتفع أو ممتاز تتوق نفسه إلى أن يواصل الدراسة، ماالذي جعله يؤمِّل في ذلك أو يندفع له أو يجد عنده قدرة عليه، أنه حقق مرحلة سابقةبقدرة جيدة وامتياز وجودة، فساعده ذلك في أن يعزز الثقة بنفسه فيخطو خطوة أخرى .

مشكلتنا أننا لا ننجز نريد أن نكون قرَّاء ولم ننهي كتاباً واحداً،نريد أن نكون خطباء ولم نخطب خطبة واحدة، نريد أن نكون منفقين ولم نبذل شيئاً منالمال، البذل والعمل والإنجاز هو الذي يترجم هذه النظريات والأفكار إلى واقع، وهوالذي يجعلنا نستطيع أن نصل إلى نتيجة وثمرة.
كما أشرت العمل والإنجاز هو الذي يحققالثمرة وهو الذي يبث في النفس الثقة، ويعطيها الحماسة، ويعطيها القوة لمواصلةالاستمرار في طريقها لتحقيق مرادها، وبلوغ أهدافها، وتاريخ أمتنا في هذا يؤكد لنامن خلال صفحات الأئمة والقادة والعظماء في أمتنا، إنما كانت مآثرهم مبنية علىأعمالهم وإنجازاتهم، وكان تلك الأعمال التي يعملونها والإنجازات التي وفِّقواإليها، هي التي جعلتهم يواصلون ويكثرون ويعظم رصيدهم من العمل والإنجاز حتى القادةوالفاتحون كانوا يجاهدون ويفتحون أرضاً ينتصرون في معركة، فيعطيهم ذلك ثقة باللهيزيدهم حماسة يمضون في طريقهم وهكذا، فإن النفوس بطبيعتها تتأثر بما تحقق من إنجاز،أو بما يقع لها من إخفاق، وإن كان الإخفاق عند المؤمن ينزله بإيمانه بقضاء اللهوقدره، وينظر فيه إلى نظر ابتلاء الله عز وجل، واحتساب الأجر عنده، فيتغير من أمرقد يكون ضاراً إلى أمر قد يكون نافعاً ، لكننا نقول : ما من شك أن الإنجاز وأنالعمل الذي يثمر يعطي لصاحبه دفعة قوية، وطاقة يستمر بها.
النفس ما هيتها ومايتعلق بها
النفس هي عالم العجائب والغرائب، النفس البشرية من معجزاتالخالق سبحانه وتعالى، فلا أحد يعرف ذاتها كما قال جل وعلا : { ويسئلونك عن الروحقل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } .
ولا أحد يعرف - مع كلالإمكانيات - طبيعة تأثرها وتأثيرها، فهي مجمع لكثير من الأمور المتعارضةالمتناقضة، النفس تحب وتكره وتسعد وتترح وتفرح وتحزن، النفس تُقبل وتُدبر النفسيكون فيها انطلاق واندفاع، كما يكون فيها إحجام وتردد .. النفس مجتمع لكثير منالأمور والمشاعر التي لا نستطيع ضبطها ، ولا معرفة كثير من أسرارها، وقطعاً إذاجهلنا ذلك لا نعرف كيف نسوسها ولا كيف نقودها ؟ ومن لم يرجع إلى تعريف الله - عزوجل - لها وتبصيره بحقائق هذه النفس، وتعليمه بكيفية تغليب خيرها على شرها، وبرهاعلى فجورها، فإنه يستسلم لهذه النفس بما قد يكون فيها من الأدواء والأمراض، ومايكون فيها من الحيرة والاضطراب .
من عجائب النفس كلام نفيس ذكره ابن القيم - رحمه الله - يذكر هنا تنوع هذه النفس وتنوع صفاتها فيقول في ذلك : " في النفس كِبرإبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة النمرود، واستطالة فرعون ،وغرور قارون ، ووقاحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت وتمرد الوليد وجهل أبيجهل" .
ثم ينتقل إلى صفات النفس التي تشابه فيها أنواع وألوان من الحيواناتمنها : "وفيها من أخلاق البهائم : حرص الغراب ، وشره الكلب، ورعونة الطاووس ،ودناءة الجعل ، وعقوق الضب ، وحقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وفسق الفأرة، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفة الفراش، ولؤم الضبع " كل هذا في نفوسنا!
ذلك ما يتمه لنا ابن القيم فيقول : "غير أن الرياضةوالمجاهدة تذهب ذلك، فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند، ولا تصلح سلعته لعقد { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم } ، فما اشترى الله إلا سلعة هذبها الإيمان فخرجمن طبعها إلى بلد سكانها التائبون العابدون" .
هذه النفس فيها الكثير والكثير من العلل حقدوعجب وحسد وبغي وهوى .. كلها أمراض وعلل فتاكة، تقعد بصاحبها وتسلمه إلى ما تؤديإليه هذه الأمراض من الأضرار والمخاطر، إلا أن يتداركها بمعرفة الله - عز وجل - أولاً ، واستقامته على أمره ثانياً ، واستعانة به ثالثاً، وهذه النفس سياستها صعبة،وقيادتها شاقة، وأمر تهذيبها لا ينتهي إلى حدّ ، ولا يتوقف عند زمان بعينه، ولايمكن أن يصل فيها المرء إلى مرتبة ثم يتمكن منها ويستمر عليها، بل كما قال الله جلوعلا : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } .
جهاد مستمر ، وتهذيبمتواصل ، وقيادة دائمة ، وعسى أن ننجو من هذه المخاطر العظيمة، شبه ابن القيم رحمهالله هذه النفس ووصف صعوبتها ولزوم الصبر والجهاد في سياستها ، فقال :
"النفسجبل عظيم شاق، في طريق السير إلى الله، وكل سائر لا طريق له إلا على ذلك الجبل، لايمكن أن تمضي إلى مرضات الله إلا من خلال قدرتك على الرقي والقيادة الصحيحة، بنفسكفلا بد أن ينتهي إليه أي إلى هذا الجبل، ولكن منهم من هو شاق عليه، ومنهم من هويسير عليه، وإنه يسيرٌ على من يسّره الله له ، والشيطان فوق ذلك الجبل يحذر الناسمن صعودها، دع نفسك وهواها لا يمكن أن تغالبها استسلم لمرادها لا يمكن أن تقاومها،والشيطان يقول لك ذلك.. امض معها ، اعطها شهواتها ، اطلق لها اللعب والأخذ والنهلمن رغباتها ، الشيطان فوق ذلك الجبل يحذر الناس صعوده وارتفاعه ويخوفهم منها، فيتفقمشقة الصعود وقعود ذلك ا لمخوف على قُلته، وضعف عزيمة السائر ونيته، فيتولد من ذلكالإنقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله، فإذا قطع السائر هذا الجبل ، واستطاع أنيقاوم ويجاهد نفسه وبلغ قُلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمان، وحينئذ يسهل السيرعليه، وتزول عنه عوارض الطريق ، فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة وعزيمة وصبرساعة، وثبات قلب والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
هذه النفس عجيبة وقيادتها صعبة ولذلكفالثقة تحتاج إلى جهد جهيد وعمل شاق، ونفوسنا كما بين الله لنا تنقسم إلى أنواعمعرفتها معلومة ولكن نمهِّد لما يأتي
أصنافالنفوس
1 ـالنفس المطمئنة
فمن النفوس النفس المطمئنة وصفها الله بقوله : { ياأيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } .
تلك صفتها وهذه عاقبتها .
2 ـ النفساللوامة
وقال الله في وصفها والقسم بها : { ولا أقسم بالنفس اللوامة } ،فيها خير وشر تلوم على الشر وتعود بصاحبها ثم تُسْلمه مرة أخرى بهواها إلى غير مرادالله عز وجل، فهو يتقلب بين خيرها وشرها لم يستطع تغليب الخير على ا لشر .
3 ـ النفس الأمارةبالسوء
النفس الأمارة بالسوء قد استوليت عليها شهواتها، وتمكنت منهاملذاتها، وسيطرت على قيادتها موطن السوء فيها، وهي التي قال جل وعلا في صفتها : { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } ، وأمَّارة صيغة مبالغة .
المعالم الرئيسة فيجهاد النفس
كما لخصها ابن القيم رحمه الله
المرحلة الأولى : جهاد تعلم الهدى
أن يجاهدها على تعلمالهدى ودين الحق ؛ فإن هذه ا لنفس خالقها الله عز وجل، ولا يمكن أن تستقر ولا يمكناستخراج ما فيها من الخير، إلا بإيمانها وتعلقها بخالقها .
المرحلة الثانية : جهاد العمل
أن يجاهدها على العمل بهذاالعلم الذي علمه، فإن النفس لا تنال الثمرة بمجرد الفكر والنظر، قد أقول : إن فعلالخير هو المطلوب، وإن فعل الخير هو المرغوب، وإن فعل الخير هو الذي تكون عاقبتهكذلك، كلنا يعرف ذلك نظراً وعقلاً لكن لا يدخل إلى نفوسنا من أثر ذلك إلا نزرٌيسير، لكننا إن فعلنا الخير انعكس ذلك على نفوسنا، دخل الضياء فبدد ظلمتها، ودخلتالسكينة فبددت حيرتها، ودخل اليقين فبدد شكها، وهكذا العمل هو الذي يثمر .
المرحلة الثالثة : جهادالدعوة
أن يجاهد على الدعوة عليه ؛ فإن من ذاق عرف، ومن عرف أرادان يبصر وأن يرشد إلى ما لقي من لذة هذه الاستقامة على أمر الله عز وجل، وأخيراً أنيجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .
هذه المقدمةعرفنا فيها النفس بطبيعتها المتقلبة ومشقة قيادها وتنوع أصنافها، والأمور الجامعةفي سلاسة قيادتها.

----------------------
مظاهر الثقة بالنفس :
• الاطمئنان بالنفس .
• التفاؤل الإيجابي .
• المبادرة والإقدام .
• السيطرة على المواقف الحياتية .
فوائد الثقة بالنفس :
• تطوير الذات .
• العزيمة والإصرار .
• القدرة على حل المشكلات .
• الإنتاجية .
• سرعة اتخاذ القرار .
• السعادة .
• النجاح .
• القدرة على الأداء المتقن للأعمال .

( معوقات الثقة بالنفس ) :
• عدم الشعور بالأهمية
• إلقاء اللائمة على الآخرين
• الفشل في بعض المواقف
• الماضي
• المثبطين ( البيئة التي لا تشجع على الثقة بالنفس )
• الإهمال .
• الخوف .
• الأوهام .
• انخفاض تقدير الذات .
• عدم الثقة الحقيقية بالله سبحانه وتعالى .
• عدم التعرف على قدرات النفس .

( تقنيات لتنمية الثقة بالنفس )
العيش في البيئات التي تشجع الثقة وتعززها
الايمان بالقدر
-الدعاء
-قيم ذاتك وطورها وتقبلها وقدرها وأدرها بفعالية0
عش في المستقبل ولا تغرق في الماضي
تخصص وركز على تخصصك
ركز عند اتخاذك القرارات المصيرية وتعود على حل مشكلاتك
اطرد الوساوس وانظر الى الأمور بإيجابية و اجبر نفسك على التركيز على الايجابيات0
عبر عن آرائك إذا لم يعجبك أسلوب أحدهم معك فأخبره بذلك0
اصدق مع نفسك (اخطر شيء أن تغش نفسك وتخدعها)0
16- خصص اوقات للتفكيرالمثمر0
خذ راحة, إذا وجدت نفسك في حالة ارتباك فاخرج من الموقف0
فكر قبل أن تتحدث أنت تملك الكلمة فإذا نطقت بها ملكتك .
22-تعلم الصبر والاصرار0



نستعرض الان اسباب انعدام الثقة بالنفس ..

من المعروف ان لكل داء دواء ولكن من المستحسن ان نعرف مسببات الداءفالوقاية خير من قنطار علاج ، لذا سنستعرض الان بعض مسببات انعدام الثقة بالنفس :

1- الاحباط :

عند مرور الانسان بمراحل حياته يشعر في بعض الاحيانبالاحباط ، مما يسبب فقد لثقته بنفسه بشكل سريع .. مثال على ذلك _ عندما يعدك احدهمثم يخلف وعده ولا يلقي لك اي اهتمام ولا يتأسف فإنك تبدأ بالاحساس بالضيق وتاتيكافكار [ان الناس يكرهونك وانك نكره ... وهكذا .

2- عدم الاحساس بالأمان :

واقصد هنا ان نكون خائفين وقلقين من امر قد صدر منا مخالفا للعاده بأنيحدث ربكة أو ردة فعل قوية من لدى الاخرين ، كما انه الخوف من المستقبل وماذا سيحدثفيه .

3- الفشل :

ونعني هنا ان يحس الانسان بأنه ضعيف ولا يمكن انيقوم بشئ أمام الاخرين وأنه انسان فاشل لا يملك المؤهل للنجاح .. وغالبا من يعانيمن هذا التفكير يرى نفسه انسان حقير .. وطالما ركز على هذا التفكير فإنه يستحوذ علىحياته ويفقد نفسه تدريجيا حتى تصبح الاوهام حقيقة .. ويصاب بالفشل الحقيقي ..

4- الانتقاد :

هو شئ غالبا ما نسئ فهمه فإذا تعرضنا للإنتقاد بعدالانتهاء من عمل ما نجد ان هذا الانتقاد يوجه لنا ليوضح كيفية تحسين عملنا .. ولكنإذا اسئنا فهم الانتقاد أو شعرنا أن الانتقاد موجه لشخصنا وليس لفعلنا فسيكون هذاسبب اخر نخبر به انفسنا اننا فشلنا .. لذا يجب علينا عدم الالتفات لمثل هذهالانتقادات التي توجه الى شخصنا ..



في الحقيقة هناك بعض الامور التيتؤثر بعلاقتنا مع ذاتنا وقد لا ننتبه ان لها تأثير الا عندما يكون قد وقع علينا .



نأتي الان الى الدواء لمن وقع في مصيدة ( عدم الثقة بالنفس )

بعد ان حددنا مصدر مشكلتنا نبدأ الان بالبحث عن حل امثل يساعدنا علىالتخلص منها .

في البداية سنستعرض بعض النقاط والتي لا يمكن ان تكون حلا قبلان تجلس مع نفسك وتصارحها وتثق بأنك قادر على التحسن يوما بعد يوم..

1- لا تجعل الامور اسواء مما هي عليه :

اذا حصل وتصرفت بتصرف يوجب الندم بعدها او شعرت انها ليستالطريقة الصحيحة في التعامل مع موقف ما لا تفكر في تلويم نفسك على ما حصل . فكربطريقة صحيحة فكر ماهو التصرف الافضل . تعرف على خطأك وكيفية اصلاح الموقف الذيناوقعت نفسك فيه بتعقل ..

2- لا تسمح للاخرين بأنيزيدوا الامور سواء :

نتعرض جميعا للانتقادات في مراحل حياتنافبعض الناس ينتقد بطريقة لبقة ولطيفة والبعض الاخر بطريقة جافة نوعا ما ..
ليسكل من ينتقدنا لا يحبنا فكثير من الانتقادات تهدف الى تطويرنا ودع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله

عبدالله


عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 10/12/2011
العمر : 24
الموقع : كونان وابطل الكره

الثقه با النفس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثقه با النفس    الثقه با النفس  Icon_minitime119/12/2011, 8:12 pm

ونشكر رعي المنتدي علي انشاه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MXMAN
Admin
Admin
MXMAN


عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 09/12/2011
العمر : 26
الموقع : المحقق كونان

الثقه با النفس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثقه با النفس    الثقه با النفس  Icon_minitime119/12/2011, 8:17 pm

شكرن علي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://makszoo6.forumarabia.com
عبدالله

عبدالله


عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 10/12/2011
العمر : 24
الموقع : كونان وابطل الكره

الثقه با النفس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثقه با النفس    الثقه با النفس  Icon_minitime119/12/2011, 9:54 pm

لا شوكر علي وجب يا Admin
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثقه با النفس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتداء ابطال الكورة  :: القصص الممتعه-
انتقل الى: